الربط الكهربائي – مشاريع لنقل الطاقة الكهربائية

الربط الكهربائي

إن الربط الكهربائي، الناتج عن الهندسة الحديثة، يتجاوز الحدود الوطنية لنسج روابط الطاقة بين الدول. تهدف هذه المشاريع الكبيرة إلى تحسين الإنتاج وتسهيل تقاسم الطاقة وتعزيز مرونة شبكات الكهرباء على المستوى الإقليمي أو حتى العالمي. من خلال السماح بنقل الكهرباء من دولة إلى أخرى، يوفر هذا الربط الكهربي مزايا كبيرة من حيث الاستقرار وكفاءة الطاقة ودعم تكامل مصادر الطاقة المتجددة. يفتح هذا التوليف الأولي الأبواب لاستكشاف متعمق لأسس وتأثيرات وإمكانات هذه الخطوة الرئيسية نحو التعاون الدولي في مجال الطاقة.

تعريف الربط الكهربائي

يمثل الربط الكهربائي، المعروف أيضًا باسم الشبكة المتزامنة واسعة النطاق، مبادرة لإنشاء نظام لربط شبكات الكهرباء، يهدف إلى نقل الطاقة الكهربائية على نطاق جغرافي إقليمي أو أكبر، بتردد متزامن. تم تصميم هذه الشبكات لتكون مترابطة كهربائيًا في ظل ظروف التشغيل العادية، مما يتيح مشاركة الطاقة وتنسيق الإنتاج والطلب وضمان استقرار شبكة الكهرباء بشكل عام.

فوائد الربط الكهربائي

– ما فائدة الربط الكهربائي بين الدول العربية؟
تتمثل فوائد الربط الكهربائي المتعددة في تقليل السعة الاحتياطية المركبة في كل شبكة فردية، وبالتالي في تخفيض المساهمات الرأسمالية اللازمة لتلبية الطلب على السعة، دون المساس بمستوى الأمان والموثوقية بالشبكات المترابطة. يتيح هذا الربط أيضًا الاستفادة من إنشاء محطات توليد الطاقة في أكثر المواقع مجدية اقتصاديًا، نظرًا لتوافر إمدادات الوقود الاقتصادية الزائدة، والتي سيكون من الصعب تصديرها أو تخزينها في إحدى الدول التابعة، مع التخفيف من حدة التلوث البيئي. وإدراكًا لهذه المزايا، قام عدد من الدول العربية بربط بنيتها التحتية الكهربائية منذ بدايات الخمسينيات.

– مميزات:

  • الترابط الكهربائي بين الدول يعزز أمن الطاقة.
  • يجعل من الممكن تقاسم الفوائض والاستجابة لذروة الطلب.
  • يؤدي ربط الشبكات إلى تحسين الموارد وتقليل التكاليف.
  • يمكن دمج الطاقات المتجددة بشكل اكثر فعالية.
  • يقوي التعاون ويعزز التنمية الدولية والإقليمية.

مشاريع الربط الكهربائي

تهدف مشاريع توصيل الطاقة إلى ربط شبكات الطاقة في مختلف البلدان، وبالتالي تعزيز تقاسم الطاقة واستقرار الشبكة والتعاون الإقليمي. في ما يلي تعريف ببعض المشروعات العربية:

الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي

يعد مشروع شبكة الربط الكهربائي من طرف هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون مبادرة قوية لانشاء ربط كهربائي بين دول الخليج العربي. بحلول أبريل 2011، تم الانتهاء من المرحلة النهائية من هذا المشروع. ينشئ هذا المشروع روابط بين المملكة العربية السعودية، الكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. 

تم تشغيل المرحلة الأولى من مشروع الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي في 20 يوليو 2009.

تم ربط شبكة الكهرباء السعودية بشبكة هيئة الربط الكهربائي الخليجية عبر محطة تحويل التردد. سمح ذلك بنقل ناجح للطاقة بين كل شبكتي السعودية وقطر، وكذلك بين الشبكتين الكويتية والسعودية.

تم تنفيذ مشروع الربط الكهربائي الخليجي على ثلاث مراحل وبلغت ذروتها في عام 2011، بطاقة إجمالية تجاوزت 5000 ميغاواط. كما يقدم دعمًا مهمًا للمهمة في حالة انقطاع التيار الكهربائي في أي من هذه البلدان. (مصدر: معرفة)

مشروع الربط الثماني

مشروع الربط الثماني (EIJLLPST) هو مبادرة واسعة النطاق تهدف إلى ربط كهربائي رئيسي في غرب إفريقيا. تهدف هذه الترابطات إلى ربط شبكات الكهرباء في 8 بلدان في المنطقة، ألا وهي: مصر، ليبيا، الأردن، العراق، فلسطين، سورية، لبنان وتركيا، وبالتالي تعزيز تقاسم الطاقة واستقرار الشبكة والتنمية الاقتصادية الإقليمية.

هذا المشروع هو خطوة من سياسة الطاقة للجماعة الاقتصادية لهذه الدول الثمانية. ويهدف إلى إنشاء سوق كهرباء إقليمي، وسيسهل ذلك أيضًا تجارة الكهرباء عبر الحدود، وتعزيز أمن الطاقة، وتسهيل تكامل الطاقات المتجددة.

مشروع الربط المغاربي

مشروع الربط المغاربي هو مبادرة طموحة لتأسيس ربط كهربائي بين بلدان منطقة المغرب العربي، بما في ذلك الجزائر، تونس والمغرب وليبيا. يهدف هذا الربط الكهربائي إلى تعزيز التعاون في مجال الطاقة بين هذه البلدان من خلال ربط شبكة الكهرباء الليبية بالشبكة التونسية بجهد 220 ك.ف، وربط الشبكة التونسية بالشبكة الجزائرية على 400 ك.ف، وتوجيه الشبكة الجزائرية للشبكة المغربية على نفس التوتر.

  • تم الانتهاء من جميع المراحل المتعلقة بالربط الليبي التونسي، بما في ذلك الدراسات التشغيلية ذات الصلة. على الرغم من أن البلدين شغلا الخط في نهاية سنة 2005، ظهرت مشاكل فنية تسببت في فصل الشبكتين. لكن سرعان ما قاترح البلدين جنبًا إلى جنب مع الاتحاد الأوروبي لتنسيق شبكة الكهرباء الحلول المحتملة، بما في ذلك تحويل الربط الكهربائي بين البلدين من التيار المتردد إلى التيار المستمر.
  • بالنسبة للربط التونسي الجزائري عند التوتر 400 ك.ف، فقد تم الانتهاء من أشغاله، على الرغم من أن التشغيل مؤقتًا بقوة 220 ك.ف لأسباب فنية. بالإضافة إلى الربط الحالي بجهد 220 كيلوفولت بين الجزائر والمغرب، تم وضع خط علوي مزدوج الدائرة 400 كيلوفولت سنة 2009، بسعة حوالي 900 ميغاواط تقريبًا.
  • بقدرة نقل 700 ميجاوات، يربط كبلين بحريين الشبكة المغربية بالشبكة الإسبانية عند 400 كيلوفولت. استخدمت هذه الكابلات في البداية لتصدير الطاقة من الشبكة الإسبانية إلى المغرب، أما اليوم، يتم استخدامها لتصدير الطاقة الكهربائية من المملكة المغربية إلى إسبانيا. ونظرًا لارتفاع التحميل على الكابلات، يعمل البلدان حاليًا على إنشاء كابل بحري ثالث لزيادة قدرة تبادل الطاقة إلى 2100 ميجاوات. (المصدر)

– إقرأ أيضا:
مشاريع الكهرباء في السعودية

الربط الكهربائي بين الدول

– كيف يتم ربط الكهرباء بين الدول؟
يتم تحقيق الربط الكهربائي بين الدول من خلال إنشاء روابط مادية، عادة في شكل كابلات أو خطوط نقل، تربط شبكات الطاقة في البلدان المشاركة. تسمح هذه الروابط بالتحويل الثنائي الاتجاه للكهرباء بين الدول، مما يسهل تقاسم الطاقة وتنسيق الإنتاج والطلب.

– هل أبراج الكهرباء تنقل الكهرباء بين الدول؟
يمكن تحقيق الربط الكهربائي بين البلدان من خلال أبراج الكهرباء، ولكن هذا ليس سوى جزء من العملية برمتها. تعد أبراج الطاقة جزءًا من البنية التحتية المستخدمة لدعم خطوط النقل العلوية التي تنقل الكهرباء لمسافات طويلة. ومع ذلك، فإن عملية النقل الكهربائي تتضمن أيضًا عناصر رئيسية أخرى، مثل:

  • خطوط النقل لنقل الكهرباء لمسافات طويلة بأقل خسائر.
  • تزامن الترددات لضبط الترددات وضمان التنسيق الأمثل.
  • تحويل الجهد لتكييف الجهد مع جهد الشبكة.
  • أنظمة التحكم والإدارة لضبط الطاقة المرسلة والحفاظ على استقرار الشبكة.
  • التنسيق التشغيلي بين الدول لتخطيط وتنسيق عمليات تبادل الكهرباء.
  • احترام معايير السلامة لضمان حسن سير الربط وسلامة الأنظمة الكهربائية.

خاتمة

مع تطور احتياجات الطاقة العالمية وتكثيف الضغوط البيئية، أصبح الربط الكهربائي استراتيجية قوية لمواجهة هذه التحديات. من خلال العمل معًا لتقاسم الطاقة، لا تستطيع الدول فقط تعزيز أمن الطاقة الخاص بها، ولكن أيضًا المساعدة في تحقيق مستقبل للطاقة المستدامة لكوكب الأرض بأكمله. وبالتالي، فإن مشاريع الربط الكهربائي ترمز إلى خطوة إلى الأمام نحو تعاون عالمي أوثق في مجال الطاقة والانتقال نحو مصادر طاقة أنظف ومتجددة.


مقالات ذات صلة


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *